تواصل آلة القتل لجيش الاحتلال التركي ولليوم الخامس على التوالي عدوانها على مناطق شمال وشمال شرقي سوريا من ديريك شرقاً وصولاً إلى مناطق التهجير القسري لأهالي عفرين في الشهباء غرباً، مستخدمة في ذلك شتى صنوف الأسلحة المقدمة لها من حلف شمال الأطلسي/ناتو.
القصف الهمجي الجوي والبري لجيش الاحتلال التركي يطال المناطق المدنية والمرافق الحيوية والبنى التحتية في المنطقة، حيث جرى استهداف محطات الكهرباء، صوامع القمح، المشافي والمستوصفات، والمدارس.
واليوم٢٤ نوفمبر وفي تصعيد خطير تلجأ آلة القتل لجيش الاحتلال التركي لسلسلة استهدافات ممنهجة لحقول ومنشآت انتاج النفط والغاز في مناطق ديريك، تربسبي، كركي لكي، رميلان. ما تسبب بدمار كبير واندلاع النيران وتسرب النفط والغاز من الآبار والحقول، وسط عجز فرق الإطفاء من الوصول والسيطرة على ألسنة اللهب والتسرب الحاصل بسبب استمرار القصف.
وفي الوقت الذي لا يخفى فيه على أي متابع ومهتم، الأثر المدمر لهذا القصف على بيئة المنطقة وصحة السكان، فالمنطقة التي تعاني في الأساس من ظروف سيئة نتيجة موجات الجفاف وتدهور الغطاء النباتي وقطع المياه المتعمد من قبل الاحتلال التركي، تصبح اليوم مع هذا القصف لمنشآت النفط والغاز أمام كارثة بيئية تحدق بمليون نسمة يقطنون في المناطق المحيطة بها، لاسيما إذا اخذنا بعين الاعتبار استمرار العدوان وضعف إمكانيات السلطات المحلية في الإصلاح والقدرة تعويض الأضرار بعد سنوات من الحصار والحرب ضد الإرهاب.
إننا جمعية الجدائل الخضراء البيئية ندين ونستنكر بشدة العدوان التركي المستمر، نطالب الجهات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني وبالتحديد المنظمات المعنية بالبيئة وقضايا المناخ والتنوع الحيوي بإعلاء صوتها وممارسة شتى أنواع الضغط لإجبار تركيا على وقف عدوانها واستهدافها الهمجي للبنى التحتية والمرافق الحيوية الضرورية لسبل عيش خمس ملايين نسمة من سكان شمال وشرق سوريا، كما وندعو لمحاسبة الدولة التركية على الأضرار البيئية التي تلحقها بأرض المنطقة ومن يعيشون عليها وتقديمهم للعدالة. كما ندعو الدولة التركية الاحترام القوانين و المواثيق الدولية بشأن حماية البيئة والتنوع الحيوي.